صغر حجم مقلة العين وانعدام العين هما حالتان من الحالات الخلقية التي تؤدي إلى تطور غير طبيعي للعين أو غيابها تمامًا. هاتان الحالتان موجودتان منذ الولادة، ويُعتبران من العيوب الخلقية. في حالة صغر حجم مقلة العين، يولد الشخص بعينين غير مكتملتين في نموهما، مما يجعل حجم العينين يبدو أصغر من المعتاد، كما أنهما قد تكونان غير متساويتين. أما في حالة انعدام العين، فإن أنسجة العين لا تتطور على الإطلاق، مما يؤدي إلى ولادة الطفل بدون عينين.
قد يحدث صغر حجم مقلة العين وانعدام العين في إحدى العينين فقط أو في كلا العينين معًا. تعتبر هذه الحالات نادرة جدًا، حيث تُصيب نحو واحدًا من كل 5300 طفل يولدون في الولايات المتحدة سنويًا. في بعض الأحيان، قد يظهر صغر حجم العين أو انعدامها بمفردها، ولكن في حالات أخرى قد تصاحبها أعراض أخرى أو تظهر كجزء من متلازمة طبية معينة.
على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لهذه الحالات، إلا أن هناك خيارات تجميلية تساعد في تحسين مظهر العينين، مثل العيون الاصطناعية التي قد توفر مظهرًا أقرب للطبيعي.
الفرق بين صغر حجم مقلة العين وانعدام العين
غالبًا ما يتم الخلط بين صغر حجم مقلة العين وانعدام العين، ولكن هناك فرق واضح بينهما. في حالة صغر حجم مقلة العين، والتي تُعرف أحيانًا باسم “متلازمة العين الصغيرة”، تظل العين موجودة لكنها تكون أصغر من الحجم الطبيعي. يمكن أن يكون هناك تشوهات أخرى في العينين، مثل إعتام عدسة العين أو تدلي الجفون، مما يؤثر على الرؤية بشكل جزئي أو كامل حسب شدة الحالة.
أما في حالة انعدام العين، فتفشل العين في التكون تمامًا منذ البداية، مما يعني أن الشخص يولد بدون كرة عين أو أنسجة عينية في مكانها. وبالتالي، فإن الرؤية تكون مفقودة تمامًا في العينين المصابتين.
أسباب صغر حجم مقلة العين وانعدام العين
يتأثر تطور العين بالعديد من العوامل الوراثية والبيئية التي يمكن أن تسبب صغر حجم العين أو انعدامها. يحدث تطور العين في الرحم بين الأسبوع الثالث والعاشر من الحمل، وأي تدخل في هذه العملية يمكن أن يؤدي إلى هذه الحالات.
- الأسباب الوراثية والكروموسومية: هناك العديد من الجينات المرتبطة بصغر حجم العين وانعدامها، مثل جين PAX6 وجين SOX2، حيث يُعتبر الجين الأول هو المسؤول الرئيسي عن نمو العين وتكوين الكأس البصرية، بينما يساعد الجين الثاني في تنظيم الجينات الأخرى المسؤولة عن نمو العين.
- الأسباب البيئية: قد تؤثر عوامل بيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية أو العدوى أو السلوكيات الضارة على نمو العين في الجنين. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تعرض الأم الحامل للفيروسات مثل الحصبة الألمانية أو الإشعاع إلى حدوث تشوهات في نمو العين.
أنواع المتلازمة وغير المتلازمة لصغر حجم العين وانعدام العين
يمكن أن يكون صغر حجم العين أو انعدامها جزءًا من متلازمة معينة، أو قد يحدث بشكل مستقل. في حال كان جزءًا من متلازمة، فإن الشخص يعاني من مشاكل في أعضاء أخرى بجانب العين، مثل متلازمة لينز لصغر مقلة العين أو متلازمة فريزر.
أما إذا كان غير مرتبط بأي متلازمة، فإن الحالة تُسمى “غير متلازمة”، حيث لا يتأثر أي جزء آخر من الجسم بخلاف العين.
أعراض صغر حجم العين وانعدام العين
تتمثل الأعراض الرئيسية لهذه الحالات في أن العين تكون أصغر من المعتاد أو غائبة تمامًا. قد يعاني الشخص أيضًا من ضعف في الرؤية أو العمى، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل:
- إعتام عدسة العين
- غياب القزحية جزئيًا أو كليًا
- تدلي الجفون
- انفصال الشبكية
- العين الكسولة
العلاج المتاح لصغر حجم العين وانعدام العين
لا يمكن علاج هذه الحالات بشكل كامل، ولكن هناك خيارات للتخفيف من آثارها. على سبيل المثال، يمكن استخدام العيون الاصطناعية التي تُصمم لتعويض العين المفقودة وتحسين المظهر الجمالي. هذه العيون الاصطناعية لا تعيد الرؤية لكنها توفر مظهرًا طبيعيًا وتسمح بحركة العينين بشكل مشابه للعين الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد بعض العمليات الجراحية في تصحيح التشوهات المصاحبة لهذه الحالات مثل الجفون المتدلية أو إعتام عدسة العين.
التعامل مع هذه الحالات قد يكون مؤلمًا عاطفيًا للأسر، خاصة إذا كانت الحالة تؤثر على المظهر الخارجي للطفل. من المهم أن يكون هناك دعم عاطفي ومعنوي للأسر المتأثرة، فضلاً عن تقديم الاستشارات الطبية المناسبة لتحديد الخيارات العلاجية المتاحة.
إذا كنت تعاني من هذه الحالة أو تعرف شخصًا يعاني منها، يجب أن تستشير الطبيب المتخصص مثل الدكتور محمد العمرو في عيادة الدكتور محمد العمرو في الرياض لضمان تقديم العناية اللازمة وتحديد الحلول التجميلية والطبية المناسبة.
