يحدث ضعف البصر عادة نتيجة حالة صحية أو مرض يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو انخفاض حِدتها.
بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون ضعف البصر مصحوبًا بإزعاج طيلة حياتهم، إلا أنهم تعلموا التكيف معه. بينما قد يواجه آخرون رؤية مثالية حتى يصلوا إلى مرحلة يلاحظون فيها أن الأشياء لم تعد واضحة كما كانت.
ولكن ما الذي يسبب فقدان الوضوح؟ إليك أبرز الأسباب المؤدية إلى ضعف البصر وطرق علاجها:
الحالات التي تسبب ضعف البصر
يعد ضعف البصر أو عدم وضوح الرؤية من الحالات التي تحدث غالبًا بسبب الأخطاء الانكسارية مثل قصر النظر (المعروف أيضًا بقصر الرؤية)، وطول النظر (المعروف بالمد البصري)، أو اللابؤرية. تحدث هذه الأخطاء عندما تعجز العين عن تركيز الضوء بشكل صحيح على الشبكية.
تتسبب هذه المشاكل في التركيز بسبب عيوب في طول العين أو انحناء القرنية أو انحناء العدسة الداخلية. يمكن أن يختلف نوع الخطأ الانكساري الذي يعاني منه الشخص تبعًا لنوع العيب التشريحي في العين.
على سبيل المثال، يرتبط طول العين عادة بطول النظر، بينما يرتبط انحناء القرنية بالاستجماتيزم، بينما يمكن أن يؤدي انحناء العدسة إلى قصر النظر أو طول النظر.
الكسل البصري (العين الكسولة)
الكسل البصري هو حالة تتسبب في ضعف الرؤية نتيجة قلة التواصل بين العينين والدماغ. من المفترض أن يتلقى الدماغ إشارات بصرية من كلا العينين، ولكن في حالة العين الكسولة، يتجاهل الدماغ إشارات العين الضعيفة.
إذا تم تشخيص الكسل البصري في وقت مبكر، يمكن علاجه بشكل فعال، لكن إذا تم تجاهله قد يؤدي إلى فقدان دائم للرؤية.
طول النظر الشيخوخي
يعتبر طول النظر الشيخوخي أحد أسباب ضعف الرؤية بعد سن الأربعين. مع تقدم العمر، تصبح عدسات العين التي كانت تركز على الأشياء القريبة أقل مرونة، مما يؤدي إلى ضبابية الرؤية عند قراءة الأشياء القريبة.
الأمراض التي تؤدي إلى ضعف البصر
بعض الأمراض التي قد تؤدي إلى تدهور البصر تشمل الضمور البقعي، وإعتام عدسة العين، والزرق.
الضمور البقعي هو مرض يصيب شبكية العين ويتسبب في تدهور الرؤية المركزية مع تقدم المرض.
إعتام عدسة العين يحدث عندما تتراكم البروتينات في العين، مكونة سحابة حليبية تعيق الرؤية. في البداية، قد تصبح الرؤية ضبابية، ومع الوقت، يزداد تأثير السحابة في منع الضوء من الوصول إلى الشبكية.
أما الجلوكوما، فهي مرض يرتبط غالبًا بارتفاع ضغط العين. إذا لم يتم تصريف السوائل داخل العين بشكل سليم، يرتفع الضغط ويؤثر على العصب البصري. الجلوكوما يمكن أن تؤدي إلى فقدان الرؤية الطرفية دون ظهور أعراض ملحوظة حتى يحدث تدهور كبير.
هل ضعف البصر وراثي؟
نعم، في كثير من الحالات، قد يكون ضعف البصر وراثيًا. أظهرت الدراسات أن العديد من أمراض العيون الأكثر شيوعًا لدى كبار السن (مثل ما تم ذكره سابقًا) تنتقل عبر الوراثة.
كما أظهرت الدراسات أن وجود علامات جينية معينة يزيد من احتمالية الإصابة بحالات مثل قصر النظر أو طول النظر. الأشخاص الذين يحملون هذه العلامات يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأخطاء الانكسارية بنحو عشر مرات مقارنة بمن لا يحملون هذه العلامات.
ومع ذلك، لا يمكن إلقاء اللوم على الوراثة فقط. هناك عوامل بيئية تؤثر أيضًا على صحة العين. على سبيل المثال، التعرض المفرط لأشعة الشمس دون حماية يمكن أن يسبب الجلوكوما وإعتام عدسة العين. لذا يفضل دائمًا ارتداء نظارات شمسية تحجب الأشعة فوق البنفسجية بشكل كامل.
كما أن التدخين يضر بصحة العين ويزيد من خطر الإصابة بالضمور البقعي.
كيفية علاج ضعف البصر؟
تعتمد طريقة علاج ضعف البصر على السبب الرئيسي للمشكلة. يمكن تصحيح الأخطاء الانكسارية باستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة أو إجراء جراحة تصحيح النظر.
في حالة الكسل البصري، يمكن استخدام رقعة عين لتغطية العين السليمة، مما يساعد الدماغ على التركيز على العين الضعيفة. وفي بعض الحالات، قد تكون الجراحة هي الحل.
يمكن علاج إعتام عدسة العين عن طريق جراحة استبدال العدسة، حيث يتم استبدال العدسة المعتمة بعدسة اصطناعية داخل العين. هذه الجراحة تعتبر فعالة وآمنة بشكل عام.
أما بالنسبة للضمور البقعي، فلا يوجد علاج فعال للنوع الجاف، ولكن هناك بعض العلاجات المتاحة للنوع الرطب.
الجلوكوما يمكن علاجها باستخدام قطرات العين الطبية أو العلاج بالليزر أو الجراحة.
أفضل الطرق للحفاظ على صحة العين
أفضل طريقة لتحسين رؤية العين والحفاظ عليها هي من خلال إجراء فحوصات منتظمة عند طبيب العيون. الفحص المبكر يساعد في الكشف عن أي أمراض أو مشاكل في العين في مراحلها الأولى، مما يزيد من فرص الحفاظ على الرؤية السليمة.
إذا كنت تواجه صعوبة في الرؤية أو تشعر بتقلبات مستمرة في الرؤية، يمكن لك زيارة عيادة الدكتور محمد العمرو في الرياض للحصول على استشارة طبية وفحص شامل لعينيك.
