تُعرف إفرازات العين، أو ما يُشار إليه محليًا بـ “الرَمَد” أو “النُّعاس”، بأنها خليط من المخاط والدهون وخلايا الجلد الميتة والجسيمات الدقيقة التي تتراكم في زوايا العين خلال النوم. تختلف طبيعتها بين الرطوبة واللزوجة أو الجفاف والتقشّر، اعتمادًا على درجة تبخر السوائل فيها. تُعد هذه الظاهرة شائعة في السعودية، خاصةً مع تأثر العينين بالعوامل البيئية مثل الغبار والرياح الجافة في مدينة الرياض.
تشمل التسميات الشائعة لهذه الإفرازات: “الصديد العيني”، “المخاط البصري”، أو “الالتصاق الجفني”. تؤدي هذه الإفرازات دورًا حيويًا في حماية العين عبر طرد الشوائب والمواد الضارة من الطبقة الدمعية.
تُنتج العينان المخاطَ باستمرار طوال اليوم، لكن عملية الرَمش تعمل على توزيعه مع الدموع، مما يمنع تراكمه. أثناء النوم، يتوقف الرَمش، فتتجمع الإفرازات وتتصلب مُشكِّلةً قشورًا عند زوايا العين أو على الرموش، وهو ما يُفسر تسميتها بـ “نوم العين”.
رغم أن وجود كمية بسيطة من الإفرازات صباحًا أمر طبيعي، إلا أن الزيادة المفاجئة في كميتها أو تغير لونها إلى الأصفر أو الأخضر – خاصةً إذا صاحبها ألم أو حساسية للضوء أو تشوّش الرؤية – قد تشير إلى عدوى خطيرة تستلزم الفحص العاجل في عيادة الدكتور محمد العمرو بالرياض.
تنتج الإفرازات عن تفاعل طبقة الدموع مع العين، وتتكون أساسًا من:
- المخاط المائي: تفرزه الملتحمة (الغشاء الشفاف الذي يغطي بياض العين والجفون).
- الزيت: تُنتجه غدد ميبوميوس لترطيب العين بين الرمشات.
أبرز أسباب الإفرازات غير الطبيعية
تُعتبر الإفرازات غير الطبيعية علامة تنذر بوجود اضطرابات صحية محتملة، إذ قد تكون ناتجة عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، أو استجابة لجهاز المناعة نتيجة حساسية معينة، أو حتى تغيرات في التوازن الهرموني. إن التعرف على هذه الأسباب يُعد خطوة أساسية نحو التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، مما يساعد على الوقاية من المضاعفات المحتملة وتحسين الحالة الصحية.
١. التهاب الملتحمة (العين الوردية)
أكثر الأسباب شيوعًا، وينقسم إلى ثلاثة أنواع:
- الفيروسي: إفرازات شفافة ولزجة، غالبًا مصاحبة لنزلات البرد.
- البكتيري: إفرازات صفراء أو خضراء كثيفة، وقد تُغلق الجفون عند الاستيقاظ.
- التحسسي: إفرازات مائية، ناتجة عن تعرّض العين لحبوب اللقاح أو الغبار في المناخ الجاف بالرياض.
٢. التهابات العين الخطيرة
مثل الهربس العيني أو التهاب القرنية الفطري، والتي تنتج إفرازات متباينة القوام وتستدعي تدخلًا طبيًا عاجلاً.
٣. التهاب الجفون (Blepharitis)
ينتج عن خلل في غدد الجفن الدهنية، مسببًا إفرازات رغوية وتقشّرًا مزعجًا.
٤. الشَّعيرة (Stye)
تظهر كبثرة مؤلمة على حافة الجفن مصحوبة بإفرازات صديدية، وغالبًا ما تزول تلقائيًا.
٥. جفاف العين المزمن
ينتشر في السعودية بسبب المناخ الصحراوي، ويؤدي إلى إفرازات مائية كرد فعل تعويضي عن نقص الترطيب.
٦. سوء استخدام العدسات اللاصقة
كعدم تعقيمها أو النوم بها، مما يزيد من التهيج والإفرازات.
٧. إصابات العين أو دخول أجسام غريبة
كالتعرض للرمال في الأجواء العاصفة بالرياض، مما يحفز إنتاج الإفرازات كآلية دفاعية.
٨. قرحة القرنية
عدوى نادرة لكنها خطيرة، تسبب إفرازات غزيرة وضعف في البصر إذا تُركت دون علاج.
كيفية علاج إفرازات العين
الرعاية المنزلية الأولية:
- الكمادات الدافئة: لتنظيف الجفون وتليين القشور باستخدام قطعة قماش معقمة.
- المحلول الملحي: لشطف العين وإزالة الشوائب.
- النظافة الشخصية: غسل اليدين قبل لمس العين وتجنب مشاركة المناشف.
العلاجات الدوائية:
- القطرات المضادة للبكتيريا: لالتهابات الملتحمة البكتيرية.
- مضادات الهيستامين: للحالات التحسسية.
- المراهم المرطبة: لعلاج جفاف العين.
التدخلات الطبية المتخصصة:
- فتح القنوات الدمعية المسدودة: عند الرضع باستخدام تقنيات غير جراحية.
- الليزر أو الجراحة: لحالات القرحة المتقدمة أو الالتهابات المزمنة.
نصائح الوقاية من إفرازات العين
- ارتداء النظارات الواقية: أثناء العواصف الرملية في الرياض.
- تعقيم العدسات اللاصقة: باستخدام محاليل مخصصة وتجنب السباحة بها.
- تجنب فرك العينين: لمنع نقل الملوثات.
- فحوصات دورية: خاصةً لمرضى السكري أو أمراض المناعة.
متى يجب زيارة العيادة فورًا؟
- إفرازات صفراء/خضراء مع ألم شديد.
- تورم الجفون واحمرارها المفاجئ.
- ضعف الرؤية أو رؤية هالات حول الأضواء.
- عدم تحسن الأعراض بعد 48 ساعة من العلاجات المنزلية.
كثيرًا ما يُلاحظ انسداد القنوات الدمعية لدى الرضع، مسببًا تجمع الدموع وإفرازات لزجة. ينصح فريق عيادة الدكتور محمد العمرو بتدليك المنطقة برفق واستشارة الطبيب إذا استمرت المشكلة بعد 6 أشهر.
إفرازات العين ظاهرة طبيعية غالبًا، لكنها قد تنذر بمشكلات صحية في السعودية بسبب الظروف البيئية. تُقدم عيادة الدكتور محمد العمرو بالرياض تشخيصًا دقيقًا وخطط علاج مخصصة، مع التركيز على التوعية بأفضل ممارسات العناية بالعين. لا تتردد في حجز موعد عند ظهور أي أعراض مقلقة!
