لا تقتصر تأثيرات الشيخوخة على التجاعيد والركبتين المتصلبتين والشعر الأبيض فقط، فالشيخوخة يمكن أن تؤثر على عينيك، بما في ذلك إعتام عدسة العين ، والمياه الزرقاء. على الرغم من أن هذهِ المشاكل شائعة عند الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكبر، إلا أن ظهورها ليس أمرًا لا مفر منه.
تصبح أعيننا أكثر عرضة لمشاكل مختلفة مع تقدمنا في السن. وتتأثر بعض هذه المشاكل بضعف الصحة العامة، والتي يمكننا المساعدة في منعها من خلال اختيارات نمط حياة ذكية. هناك قرارات يومية يمكننا اتخاذها للمساعدة في تقليل احتمالية الإصابة بهذه الحالات.
ولهذا السبب نوصي بإجراء فحص شامل للعين كل عامين إلى ثلاثة أعوام بدءًا من مرحلة الطفولة للتحقق من صحة العين حتى لو لم يكن لديهم مشاكل مرئية في الرؤية. وعندما يبلغ الأشخاص الأربعين من العمر، ونوصي بإجراء فحوصات العين كل عام إلى عامين، اعتمادًا على احتياجات المريض وصحته العامة. وستكون النتائج بمثابة معيار لتتبع أي تغييرات في السنوات القادمة.

طرق حماية العينين من مشاكل الشيخوخة
ليس هناك شك في أن العوامل الوراثية يمكن أن تلعب دوراً في الإصابة بالجلوكوما أو الضمور البقعي، ولكن اتخاذ القرارات الصحية الذكية يمكن أن يساعد في منع أو تقليل فرصة الإصابة بهذه المشاكل المرتبطة بالعمر في العين.
توقف عن التدخين
يتعرض المدخنون الحاليون والسابقون لخطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر – السبب الرئيسي للعمى في الولايات المتحدة – بما يصل إلى أربعة أضعاف أولئك الذين لم يدخنوا أبدًا. يظل الخطر مرتفعًا حتى 20 عامًا بعد الإقلاع عن التدخين. في الواقع، قدرت دراسة أسترالية أن ما يصل إلى 1 من كل 5 حالات من العمى المرتبط بالضمور البقعي المرتبط بالعمر في ذلك البلد قد تكون مرتبطة بالتدخين. يقول الباحثون إن هناك عدة أسباب لزيادة الخطر لدى المدخنين، بما في ذلك التغيرات الخلوية والإجهاد التأكسدي وانقباض الأوعية الدموية.
الحفاظ على الوزن الصحي
لا يؤثر الوزن الزائد على القلب وضغط الدم وسكر الدم فحسب، بل قد يؤثر أيضًا على الرؤية. وتجد معظم الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة هم أكثر عرضة للإصابة بإعتام عدسة العين مقارنة بأولئك الذين يزنون أقل. ويمكن لمرض السكري من النوع 2، الذي يحدث غالبًا لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، أن يسرع من سرعة تكون إعتام عدسة العين. ومن المؤسف أن فقدان الوزن الزائد بمجرد اكتسابه لا يبدو أنه يمنع إعتام عدسة العين.
تشير الدراسات أيضًا إلى أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما، على الأرجح عن طريق زيادة تراكم السوائل داخل العين وكذلك من آثار ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول ومقاومة الأنسولين. تزيد السمنة أيضًا من خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، ربما عن طريق زيادة الالتهاب والإجهاد التأكسدي في العين. يزيد مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول من خطر إتلاف الأوعية الدموية في شبكية العين ويمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر الدائم. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان فقدان الوزن يمكن أن يحسن هذه الظروف.
ارتداء نظارات شمسية
على الرغم من أن الجميع يصابون بإعتام عدسة العين مع تقدمهم في السن، فإن الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والعيون الزرقاء معرضون لخطر الإصابة به في وقت مبكر، مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة الداكنة والعيون. في الواقع، كانت دراسة جونز هوبكنز عام 1998 من بين أول الدراسات التي ربطت التعرض لأشعة الشمس بزيادة خطر الإصابة بإعتام عدسة العين. يزيد التعرض للأشعة فوق البنفسجية أيضًا من خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر. تمتص الهياكل الموجودة في العين – العدسة والشبكية – الأشعة فوق البنفسجية من ضوء الشمس الطبيعي، والتي يُعتقد أنها تلحق الضرر بالخلايا وتغير عملية التمثيل الغذائي لها. لذلك، فإن ارتداء الحماية من الأشعة فوق البنفسجية سيقلل من مقدار الضرر المحتمل الذي تتعرض له هذه الخلايا، ونتيجة لذلك، يساعد في منع الإصابة بإعتام عدسة العين المبكر والضمور البقعي المرتبط بالعمر.
تأكد فقط من أن نظارتك الشمسية تحمي من أطوال موجات الأشعة فوق البنفسجية UVA وUVB أو أنها تحمل علامة UV 400، وأنها تلتف حول وجهك. وجدت دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز أن ما يصل إلى 20% من أشعة الشمس يمكن أن “تتسرب” عبر جوانب النظارات العادية.
ممارسة الرياضة
أضف هذا إلى قائمة فوائد ممارسة الرياضة: وجدت دراسة طويلة الأمد أجريت على أكثر من 15000 شخص أن الأشخاص الذين كانوا نشيطين بدنيًا وشربوا من حين لآخر عانوا من فقدان أقل للرؤية على مدار 20 عامًا مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا الرياضة أو يشربوا على الإطلاق. تذكر : الشرب المعتدل لا يزيد عن مشروبين في اليوم للرجال ومشروب واحد للنساء. واستشر طبيبك دائمًا – الذي يعرف حالتك الصحية بشكل أفضل – للتأكد من أن الكحول مناسب لك.
فحوصات العيون مهمة حتى لو عينيك سليمة
نوصي أولئك الذين يتمتعون برؤية ممتازة بأن يحرصوا على زيارة طبيب العيون كل سنتين إلى ثلاث سنوات قبل سن الأربعين لإجراء فحوصات شاملة لاكتشاف العلامات أو الأعراض البسيطة لحالات العين قبل أن تصبح حادة. يسمح الاكتشاف المبكر لك ولمقدم رعاية العيون الخاص بك ببدء العلاج مبكرًا وإجراء تغييرات في نمط الحياة يمكن أن تمنع تفاقم أعراض العديد من الحالات.