مرض الغدة الدرقية هو اضطراب مناعي ذاتي يتسبب في التهاب يؤدي إلى تلف الأنسجة المحيطة بالعينين مثل الأنسجة الدهنية والعضلات والجلد. في هذه الاضطرابات المناعية الذاتية، يهاجم الجهاز المناعي عن غير قصد الأنسجة السليمة للجسم.
غالبًا ما يؤدي الالتهاب والتورم الناتج عن مرض العين الدرقي إلى انتفاخ العينين للخارج، مما قد يسبب أعراضًا مثل الألم والرؤية المزدوجة. تتفاوت حدة الحالة من بسيطة إلى متوسطة وصولًا إلى شديدة.
يمكن تقسيم مرض العين الدرقي إلى مرحلتين رئيسيتين:
- المرحلة النشطة: في هذه المرحلة، تبدأ الأعراض وتزداد سوءًا مع مرور الوقت بسبب حدوث تلف في الأنسجة، وعادة ما تستمر هذه المرحلة لمدة تتراوح من ستة أشهر إلى عامين.
- المرحلة غير النشطة: في هذه المرحلة، يتوقف تقدم المرض، لكن بعض الأعراض والتغيرات في العين قد تستمر.
من الشائع أن يحدث مرض العين الدرقي في الأشخاص المصابين بداء غريفز، وهو اضطراب مناعي ذاتي يسبب زيادة إنتاج هرمون الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية). لهذا السبب، قد يُشار إلى مرض العين الدرقي أيضًا باسم “مرض عين غريفز” أو “اعتلال عين غريفز”. ومع ذلك، يعد مصطلح “مرض العين الدرقي” أكثر دقة، حيث يمكن أن يحدث المرض أيضًا في حالات أخرى من أمراض الغدة الدرقية.

أسباب مرض العين الدرقي
لم يتمكن الأطباء بعد من فهم كافة أسباب مرض العين الدرقي بشكل كامل. ومع ذلك، يعتقد أن بعض المرضى قد يكون لديهم استعداد وراثي للإصابة بهذا المرض. ورغم أن هذا لا يعني أن الشخص سيصاب بالمرض بشكل حتمي، إلا أن هذا الاستعداد الوراثي قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة في حال تعرضه لعوامل بيئية أو مناعية محفزة.
تتعدد العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض العين الدرقي، ومن أبرزها:
- الحالات الصحية: قد يكون الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل مرض جريفز، أو داء السكري من النوع الأول، أو التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر عرضة للإصابة بمرض العين الدرقي.
- التاريخ العائلي: إذا كان هناك أفراد في العائلة يعانون من أمراض مناعية ذاتية، مثل مرض التهاب الجلد التأتبي، قد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
- التدخين: المدخنون أكثر عرضة للإصابة بمرض العين الدرقي مقارنة بغير المدخنين.
- العلاج باليود المشع: وهو علاج شائع لفرط نشاط الغدة الدرقية، والذي قد يزيد من خطر الإصابة بمرض العين الدرقي.
من الجدير بالذكر أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض العين الدرقي من الرجال، حيث تشكل النساء 86% من حالات الإصابة بهذا المرض، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون. وعادة ما يحدث المرض في النساء في منتصف العمر.
مشاكل العين والغدة الدرقية
عادة ما يصاب المرضى الذين يعانون من بعض أمراض الغدة الدرقية بمرض العين الدرقي، إلا أنه ليس كل من يعاني من هذه الأمراض يظهر عليه أعراض مرض العين الدرقي. كما تختلف الأعراض من شخص لآخر في شدتها.
أعراض مرض العين الدرقي
تظهر أعراض مرض العين الدرقي عادة أثناء المرحلة النشطة من المرض، وقد تشمل:
- جحوظ العين (انتفاخ العين إلى الخارج)
- ألم في العين
- رؤية مزدوجة
- احمرار العين
- تورم الجفن
- الشعور بوجود حصى أو رمل في العين
- حساسية للضوء
- دموع مفرطة
- رؤية ضبابية
- انحراف العينين (الحول)
في الحالات الشديدة، قد يواجه المرضى صعوبة في تحريك عيونهم، وقد يعانون في بعض الحالات النادرة (حوالي 5%) من فقدان البصر نتيجة لضغط على العصب البصري.
تكرار الأعراض
تختلف تكرارات الأعراض من مريض لآخر، لكن الأعراض الشائعة تشمل:
- مشاكل سطح العين، مثل الرؤية الضبابية والشعور بوجود رمل في العين، وهي تحدث في حوالي 90% من المرضى.
- انتفاخ العين (جحوظ العين) بسبب التهاب الأنسجة المحيطة بالعين، وهو يحدث في حوالي 80% من المرضى.
- الحول (سوء محاذاة العينين)، والذي قد يؤدي إلى رؤية مزدوجة، يحدث في حوالي 50% من المرضى.
- في بعض الحالات، قد تستمر الأعراض مثل انتفاخ العينين أو الرؤية المزدوجة حتى بعد دخول المرض في مرحلته غير النشطة.
من المهم أن يتم تشخيص مرض العين الدرقي من قبل طبيب عيون متخصص في أقرب وقت، لأنه قد يشابه أعراض مشاكل عين أخرى.
تشخيص مرض العين الدرقي
تشخيص مرض العين الدرقي يتطلب عدة خطوات، حيث تبدأ بزيارة طبيب العيون لإجراء فحص شامل للعينين. في هذه المرحلة، قد يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الفحوصات مثل:
- قياس انتفاخ العين: باستخدام أداة تسمى مقياس جحوظ العين، لقياس درجة انتفاخ العين.
- التصوير الطبي: قد يستخدم الأطباء التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتصوير التغيرات في الأنسجة المحيطة بالعين.
- فحوصات الدم: لاختبار مستويات هرمونات الغدة الدرقية، وذلك للتأكد من وجود فرط نشاط الغدة الدرقية أو مرض جريفز.
قد يحتاج المريض أيضًا إلى استشارة أطباء آخرين مثل أخصائي الغدد الصماء، وأحيانًا يتم تشكيل فريق طبي متعدد التخصصات لمتابعة التشخيص والعلاج.
علاج مرض العين الدرقي
يعتمد العلاج على عدة عوامل مثل شدة المرض ومرحلة الأعراض. في العديد من الحالات، يمكن علاج أعراض مرض العين الدرقي بنجاح باستخدام الأدوية والجراحة والنظارات الخاصة للرؤية المزدوجة.
مرض العين الدرقي، والذي يعرف أيضاً بمرض جريفز أو مرض العين المرتبط بالغدة الدرقية، هو حالة ناتجة عن اضطراب في الجهاز المناعي يؤثر على الغدة الدرقية والعينين. يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى انتفاخ العينين، وجفاف العينين، وزيادة الضغط داخل العين، مما قد يؤثر على الرؤية.
علاج مرض العين الدرقي يشمل عدة طرق، منها:
- العلاج الدوائي: يشمل استخدام أدوية مضادة للغدة الدرقية مثل المثبطات التي تقلل من إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وأدوية لعلاج الالتهابات أو الأعراض المرتبطة بالعينين مثل الستيرويدات.
- العلاج الإشعاعي: في بعض الحالات، يمكن استخدام الإشعاع لتقليل التورم في الأنسجة المحيطة بالعينين.
- الجراحة: في حالات معينة، قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج ضغط العين أو لإصلاح المشكلات الهيكلية التي تؤثر على العينين.
- العلاج بالستيرويدات: يساعد في تقليل الالتهاب والتورم في العينين.
- العلاج النفسي: يساعد في التعامل مع التوتر والقلق الناجم عن المرض.
من المهم أن يتم التشخيص والعلاج تحت إشراف طبي متخصص. إذا كنت بحاجة إلى استشارة، يمكنك زيارة عيادة الدكتور محمد العمرو في الرياض لمتابعة حالتك وتقديم العلاج المناسب.
العلاجات الشائعة
- القطرات المرطبة للعين: قد يوصي الطبيب باستخدام قطرات لترطيب العين وتخفيف الأعراض.
- النظارات الشمسية: لحماية العينين من الضوء الساطع.
- رفع رأس السرير: للمساعدة في تقليل التورم.
- نظارات خاصة للرؤية المزدوجة: قد يوصي الطبيب بنظارات تحتوي على منشور لعلاج الرؤية المزدوجة.
الأدوية لعلاج مرض العين الدرقي
في عام 2020، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على عقار “Tepezza” (teprotumumab) لعلاج مرض العين الدرقي، والذي يساعد بشكل كبير في تقليل انتفاخ العين وتحسين أو القضاء على الرؤية المزدوجة لدى المرضى.
الأطباء قد يستخدمون أيضًا الكورتيكوستيرويدات مثل “بريدنيزون” لتقليل الالتهاب والتورم، لكنها لا تقلل من انتفاخ العين أو تصحح الرؤية المزدوجة.
الجراحة في حالات مرض العين الدرقي
الجراحة قد تكون ضرورية في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، وعادةً ما يتم إجراء الجراحة في المرحلة غير النشطة. قد تشمل العمليات الجراحية:
- جراحة إزالة الضغط عن محجر العين: لإزالة الدهون حول العين أو حتى العظام حول تجويف العين لتخفيف الضغط على العصب البصري.
- جراحة الحول: لتعديل العضلات المسؤولة عن سوء محاذاة العينين.
- جراحة الجفن: لتصحيح الجفون المنكمشة.
- الجراحة التجميلية: لإزالة التراكمات الدهنية أو الأكياس تحت العين.
متابعة طبية ودعم نفسي
قد يعاني المرضى من تأثيرات نفسية نتيجة لتغير مظهر العين أو فقدان البصر، لذا قد يكون من المفيد الحصول على دعم نفسي لمساعدتهم في التكيف مع حالتهم.
من خلال الفحوصات الدورية لدى طبيب العيون، يمكن الكشف عن التغيرات في العين في مراحل مبكرة، مما يساعد في تقليل مخاطر المضاعفات الخطيرة مثل فقدان البصر. إذا كنت في الرياض أو المملكة العربية السعودية وتواجه مشاكل في العين أو ترغب في استشارة مختص، يمكنك زيارة عيادة الدكتور محمد العمرو للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب لحالتك.




