لا تُعتبر النظارات الشمسية للأطفال مجرد إضافة جمالية لملابسهم، بل هي أداة وقائية ضرورية للحفاظ على صحة عيونهم، وعادة صحية يُنصح بتبنيها منذ المراحل العمرية المبكرة.
يعي العديد من الآباء ومقدمي الرعاية أهمية وضع الواقي الشمسي على البشرة أثناء الخروج، لكنهم قد يغفلون عن ضرورة حماية عيون الصغار من أشعة الشمس. إن فهم آلية عمل النظارات الشمسية في وقاية العيون، ومعايير اختيار الأنواع الفعالة، وأفضل الأماكن لشرائها، سيساعدك في انتقاء النظارة المثالية لطفلك.
أهمية النظارات الشمسية للأطفال
يمنح اللعب في الهواء الطلق للأطفال فوائد عديدة، كتحسين جودة النوم، وتعزيز النشاط البدني، وتقليل احتمالية الإصابة بقصر النظر. ومع ذلك، تمامًا كما تحتاج بشرة الطفل إلى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، فإن عيونه تحتاج إلى درعٍ واقٍ من أضرار الشمس.
وفقًا لـ عيادة الدكتور محمد العمرو، فإن التعرض الطويل لأشعة الشمس دون حماية عينية قد يؤدي إلى:
- ارتفاع خطر الإصابة بأمراض مثل الساد (الماء الأبيض) والتنكس البقعي.
- احتمالية ظهور أورام نادرة في العين.
- نمو زوائد جلدية حول العين (كالظفرة) قد تظهر في مرحلة المراهقة.
- التهاب القرنية الضوئي (حروق شمسية في العين)، الذي يسبب ألمًا واحمرارًا وقد يؤدي إلى فقدان مؤقت للبصر، خاصةً عند انعكاس الأشعة على الأسطح المائية أو الثلجية.
الخبر المفرح؟ يمكن تفادي كل هذه المشكلات بارتداء النظارات الشمسية بشكل منتظـم. إن إدراك كيفية اختيار النظارة المناسبة وفوائدها سيشجع العائلات على الاستمتاع بالأنشطة الخارجية بأمان.
في أي سن يجب أن تبدأ بارتداء النظارات الشمسية؟
تُعدُّ حماية عيون الأطفال من الأشعة فوق البنفسجية ضرورة صحية لا تقل أهمية عن حماية بشرتهم، لكن يبقى السؤال الأبرز: ما هو العمر المناسب لبدء استخدام النظارات الشمسية؟ الإجابة المباشرة من عيادة الدكتور محمد العمرو في مدينة الرياض هي: يمكن البدء فورًا بمجرد تعرّض الطفل لأشعة الشمس، حتى في الأشهر الأولى من عمره، مع مراعاة شروط السلامة والجودة. إليك التفاصيل:

- الرضع دون 6 أشهر:
- يُنصح بتجنب تعريضهم لأشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان، وفقًا لتوجيهات الدكتور محمد العمرو.
- إذا اضطررتِ للخروج، استخدمي قبعة واسعة الحواف مع غطاء عربة الأطفال لحماية عيونهم.
- يمكن استخدام نظارات شمسية مخصصة للرضع (بإطارات ناعمة ومرنة وخالية من الأجزاء الصغيرة) تحت إشراف دقيق، مع إزالتها فورًا عند عدم القدرة على مراقبتهم.
- من 6 أشهر إلى 3 سنوات:
- هذا العمر مثالي لتعويد الطفل على ارتداء النظارات الشمسية.
- اختر إطارات مُريحة ومزودة بأحزمة مرنة تمنع سقوطها، مع عدسات بولي كربونات مقاومة للكسر.
- قد يحتاج الطفل إلى فترة تكيّف قصيرة، لذا امدحيه عند ارتدائها واجعليها جزءًا من روتين الخروج.
- مرحلة ما قبل المدرسة (3-6 سنوات):
- يصبح الأطفال في هذا العمر أكثر وعيًا بأهمية النظارات، خاصةً إذا ارتبطت بأنشطة محببة كاللعب في الحدائق أو الشواطئ.
- اختاري تصاميم جذابة برسومات أو ألوان مفضلة لزيادة تقبلهم.
- تأكدي من أن النظارات لا تعيق حركتهم أو تُسبب إزعاجًا أثناء الجري والقفز.
- الأطفال فوق 6 سنوات والمراهقون:
- هنا تصبح النظارات الشمسية عادة يومية، خاصةً مع زيادة وقت اللعب الخارجي أو ممارسة الرياضة.
- يمكن إشراكهم في اختيار النظارات لتعزيز شعورهم بالمسؤولية.
- بالنسبة للمراهقين، قد تكون النظارات الشمسية الطبية (التي تجمع بين تصحيح النظر والحماية من الأشعة) خيارًا مثاليًا، خاصةً مع استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة.
النظارات الشمسية مهمة للطفل حتى في الأيام الغائمة
هل يجب ارتداء النظارات في الأجواء غير المشمسة؟ نعم! ينطبق هذا على جميع الفصول، خاصةً في الشتاء بمناطق مثل الرياض، حيث يعكس الثلج الأشعة أكثر من الماء، مما يزيد خطر الإصابة بالعمى الثلجي. تُؤكد عيادة الدكتور محمد العمرو عبر موقعها الإلكتروني على أهمية النظارات الشمسية حتى في الشتاء، مُقدمة نصائح لاكتشاف علامات إصابة العين بالوهج الثلجي.
تذكّر أن الأشعة فوق البنفسجية تخترق الغيوم، لذا فإن حماية العين ضرورية حتى في الأيام الملبدة بالغيوم، خاصةً للأطفال الرضع الذين يُنصح بإبقائهم بعيدًا عن الشمس المباشرة قبل عمر ستة أشهر.
العمر المناسب لبدء الاستخدام: كلما كان مبكرًا، كان أفضل
يمكن للرضع ارتداء النظارات الشمسية فور قدرتهم على تحملها، شرط أن تكون مصممة وفق معايير السلامة، كتجنب الأجزاء القابلة للكسر أو الاختناق. إذا كان الطفل يميل لوضع الأشياء في فمه، احرص على نزع النظارة عند عدم القدرة على مراقبته، كحالات الجلوس في مقعد السيارة.
اختبر مدى تقبل طفلك للنظارة بتجربتها بشكل متكرر، فمع التعود، ستصبح جزءًا من روتينه اليومي، مما يغرس عادة صحية تدوم مدى الحياة.
معايير اختيار النظارة الشمسية لطفلك
عند الشراء، ركز على هذه العناصر:
- الحماية الكاملة من الأشعة فوق البنفسجية (UVA وUVB بنسبة 100%): تجنب النظارات الزينة التي تفتقر لهذه المواصفات.
- الحجم الكبير: النظارات الواسية تحمي العين والجلد المحيط بها. تصاميم “الطيار” أو الملتفة حول الوجه خيارات ممتازة.
- المقاس الملائم: يجب أن تكون مريحة دون ضغط، مع تغطية كافية. يمكنك الاستعانة بـ عيادة الدكتور محمد العمرو لقياس دقيق.
- المتانة: اختيار مواد متينة كالبولي كربونات أو الإطارات المرنة التي تتحمل حركة الأطفال النشطة.
- المناسبة للنشاط: للنشاطات الرياضية، اختر نظارات مستقطبة تقلل الوهج، وللارتداء اليومي ركز على الحماية والحجم.
- الجاذبية: شجع طفلك باختيار ألوان أو رسومات محببة له لزيادة حماسه للارتداء.
- لون العدسة: الداكنة لا تعني حماية أعلى! التركيز على وجود طبقة UV واقية، مع اختيار ألوان كالبنفسجي أو الأخضر لتحسين التباين.
النظارات المتخصصة: الرياضية والطبية
- الرياضية: تحمي من الوهج والإصابات خلال الأنشطة، وتُناسب الرياضات الشتوية كالتزلج.
- الطبية: تدمج بين تصحيح النظر والحماية من الشمس. يُنصح بتحديث العدسات دوريًا مع عيادة الدكتور محمد العمرو لتجنب إجهاد العين.
- العدسات الذكية (الفوتوكرومية): تغيّر لونها تلقائيًا مع شدة الإضاءة، وتُعد خيارًا عمليًا بعد استشارة الطبيب.
نصائح لمنع ضياع نظارة الطفل
- أحزمة التثبيت: تمنع سقوط النظارة أثناء اللعب.
- الحافظات: استخدم علبًا صلبة أو ناعمة لحمايتها، مع وضع ملصق باسم الطفل.
- الإشراف: علّم الطفل أهمية الحفاظ على النظارة كممتلكات شخصية قيمة.
القدوة الحسنة: غرس العادات الصحية
كونك نموذجًا يُحتذى به في ارتداء النظارات يحفز الأطفال على الاقتداء بك. اجعل الحماية من الشمس جزءًا من روتين العائلة، لضمان عيون سليمة و visión حادة طوال الحياة.
بتبني هذه الإرشادات، تُسهم في بناء وعي جيلٍ واعٍ بأهمية صحة العين في السعودية، بدءًا من مدينة الرياض وحتى كافة أنحاء المملكة.




