إن عملية المياه البيضاء هي إحدى العمليات الشائعة للمساعدة في تحسين الرؤية لدى المرضى الذين يعانون من تغيرات في العدسة الطبيعية بسبب تقدم العمر أو أمراض مثل السكري. وعلى الرغم من أن عملية المياه البيضاء ناجحة في معظم الحالات، إلا أنه يمكن أن تستمر المشاكل البصرية في الظهور بعد العملية، مما يحتاج إلى تصحيح النظر بعد العملية.
وفي بعض الحالات يظهر مرضين في العين في نفس الوقت، فهناك من المرضى من يعاني المياه البيضاء ويشكو من أحد عيوب الإبصار في آن واحد، فما الحل في هذه الحالة؟ وهل يمكن تصحيح النظر بعد عملية المياه البيضاء؟

هل يمكن تصحيح النظر بعد عملية المياه البيضاء؟
المياه البيضاء وضعف النظر مرضان ينتجان من أماكن مختلفة في العين، فالمياه البيضاء تشير إلى خلل في السوائل الموجودة في عدسة العين أما عيوب الإبصار فتنتج غالبًا عن مشاكل في القرنية.
لهذا السبب ليس من الغريب أن نقابل مريضًا يعاني من كلتا المشكلتين معًا، لكن الأمر الذي قد يثير تساؤلنا في هذه الأحيان هو هل من الممكن أن يُشفى من كلا المرضين؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فكيف ذلك؟
بفضل التقدم الكبير الذي طال مجال طب العيون صار من الممكن علاج ضعف النظر والمياه البيضاء معًا، وذلك من خلال إجراء عملية تصحيح النظر بعد عملية المياه البيضاء، لكن بشروط معينة.
العوامل المؤثرة في نجاح العملية
يمكن أن تؤثر العوامل المختلفة على نتائج عملية المياه البيضاء وتصحيح النظر بعد العملية، مثل:
- حالة العين قبل العملية: يعد الحالة الصحية العامة للعين قبل العملية أحد العوامل الرئيسية في تحديد ما إذا كانت تصحيح النظر بعد المياه البيضاء ستكون ناجحة.
- نوع العدسة الاصطناعية: يمكن أن يؤثر نوع العدسة الاصطناعية المزروعة على نجاح العملية وتحسين الرؤية بعد العملية. يجب على الطبيب المعالج النظر في عدة عوامل مختلفة، مثل نشاط المريض ومدى استيعابه للتغييرات الضوئية.
- ممارسة العين: يجب على المريض ممارسة العين بانتظام بعد العملية، مثل ممارسة التمارين البصرية، وتجنب الإجهاد العيني، ومراقبة العين بانتظام.
- العمر: يعد العمر عاملاً مهمًا في تصحيح النظر بعد المياه البيضاء. ففي بعض الحالات، يكون تحسين الرؤية بعد العملية أقل بكثير لدى المرضى الأكبر سناً.
- الإجراءات الاحترازية: يجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة بعد العملية، مثل استخدام الأدوية الموصوفة بانتظام، وتجنب الأنشطة التي تزيد من خطر إصابة العين، مثل السباحة في المياه الملوثة.
في النهاية، تبقى عملية المياه البيضاء وتصحيح النظر بعد العملية أمرًا شخصيًا يعتمد على حالة المريض وظروفه. ومع ذلك، يمكن للطبيب المعالج أن يقدم المشورة والتوجيه المناسبين للمرضى حول الخيارات المتاحة لهم وكيفية تحسين الرؤية بعد العملية.
أنواع عمليات تصحيح النظر بعد عملية المياه البيضاء
من الممكن تصحيح النظر بعد عملية إزالة المياه البيضاء. وهناك العديد من الخيارات المتاحة لتصحيح النظر بعد عملية الساد، ومن بين هذه الخيارات:
- زرع عدسات داخل العين: تشمل هذه العملية زرع عدسة صلبة دائمة داخل العين بدلاً من العدسة الطبيعية المصابة بالمياه البيضاء. تتطلب هذه العملية جراحة لزرع العدسة الاصطناعية داخل العين، ولكنها تعطي نتائج ممتازة للعديد من المرضى.
- الليزك: تعتبر عملية الليزك إجراءً غير جراحي يقوم فيه الجراح بتصحيح النظر بواسطة جهاز ليزر. تتضمن هذه العملية إزالة الطبقة الرقيقة من القرنية وإعادة تشكيلها بشكل مختلف لتحسين الرؤية.
- زرع عدسات الاتصال اللاصقة: يمكن استخدام عدسات الاتصال اللاصقة لتصحيح النظر بعد العملية، وتعد هذه العدسات بديلًا غير دائم ومتاحًا للمرضى الذين يفضلون عدم الخضوع لعملية جراحية.
تصحيح النظر بالليزر الشبكي: تشمل هذه العملية استخدام جهاز ليزر لتغيير شكل العدسة الموجودة داخل العين. تستخدم هذه العملية عادةً لتصحيح مشاكل الرؤية المرتبطة بعدم انتظام شكل العدسة داخل العين.
بالإضافة إلى هذه الخيارات، هناك أيضًا العديد من العمليات الجراحية الأخرى والخيارات المتاحة لتحسين الرؤية بعد عملية المياه البيضاء، ويجب على المرضى استشارة طبيبهم المعالج لتحديد الخيار الأفضل لحالتهم المحددة
- تصحيح النظر بالعدسات المترافقة: تعد هذه العملية بديلًا غير جراحي لزرع العدسات داخل العين. تشمل هذه العملية إدخال عدسة في العين تقوم بتعويض العدسة المصابة بالمياه البيضاء. يمكن للعدسات المترافقة أن تكون يومية أو شهرية أو سنوية.
- العلاج الطبي: يمكن لبعض الأشخاص الذين يعانون من المياه البيضاء الخفيفة أن يتلقوا العلاج الطبي لتحسين الرؤية دون الحاجة إلى الخضوع لعملية جراحية. تتضمن هذه العلاجات تحديد الأدوية المناسبة للتحسين البصري.
يجب على المرضى الاستشارة بشأن الخيارات المتاحة لهم مع الطبيب المعالج. يجب تحديد العلاج المناسب بناءً على حالة العين ومستوى تحسن الرؤية المطلوب. بعض العمليات الجراحية مثل زرع العدسات داخل العين تتطلب جراحة أكثر تعقيدًا وخطورة، وهذا يجعلها أقل شيوعًا في العديد من الحالات. يجب تقييم المزايا والمخاطر المحتملة لكل خيار علاجي قبل اتخاذ القرار النهائي.
شروط الخضوع لعملية تصحيح النظر بعد عملية الماء الأبيض
تختلف الشروط التي يجب تلبيتها للخضوع لعملية تصحيح النظر بعد عملية المياه البيضاء تبعًا لنوع العملية وحالة العين والمريض. ومع ذلك، هناك بعض الشروط العامة التي يجب تلبيتها عمومًا للخضوع لهذه العمليات، وتشمل:
ذكرنا سابقًا أن الخضوع لعملية تصحيح النظر بعد عملية المياه البيضاء يتطلب بعض الشروط، نتعرف عليها فيما يلي:
- بلوغ عمر المريض 18 عامًا.
- ثبات الرؤية لمدة عام على أقل تقدير.
- سلامة القرنية من الالتهابات والتقرحات.
- التمتع بصحة جيدة وخلو الجسم من أي أمراض مزمنة، مثل مرض السكري ومرض الروماتويد.
- عدم وجود حمل أو رضاعة.
- تشترك جميع عمليات الليزك في اشتراطها الأمور السابقة في المرضى الخاضعين لها، إلا شرط واحد هو سُمْك القرنية، فكل عملية من العمليات السابقة تشترط سُمْكًا معينًا حتى يسمح الطبيب للمريض بالخضوع للعملية.
فمثلًا تتطلب عملية الليزك أن يتجاوز سُمْك القرنية 500 ميكرون، بينما عملية الفيمتو ليزك والليزك السطحي فمن الممكن أن يخضع لهما المريض إذا كان سُمْك قرنيته ما بين 500 و480 ميكرون.
هل تعود المياه البيضاء بعد الليزك؟
تحدثنا سابقاً عن إمكانية إجراء عمليات الليزك بعد عملية المياه البيضاء، وبخلاف ذلك هناك سؤال يؤرق الكثير من المرضى بعدما يخضعوا لعملية المياه البيضاء، ألا وهو هل من الممكن أن تعود المياه البيضاء مرة أخرى بعد الليزك؟
في الحقيقة لا تعود المياه البيضاء مرة أخرى مطلقًا، فالعدسة التي زرعت في العين تمنح المريض الرؤية جيدًا، لكن البعض قد يلاحظ تشوشًا في الرؤية بعد فترة من الزمن، ولا يعني ذلك أن العتامه قد عادت وإنما هو مجرد التصاق بين العدسة والكبسولة الخلفية.
ولا ننسى انهُ يجب على المريض استشارة الطبيب المعالج لتحديد مدى ملاءمته للخضوع لعملية تصحيح النظر بعد عملية المياه البيضاء وتحديد الشروط المحددة لكل نوع من العمليات.