التهاب الشبكية الصباغي هو حالة وراثية نادرة تتسبب في تدهور تدريجي لشبكية العين، التي تستقبل الضوء وتترجمه إلى إشارات عصبية، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر بشكل كامل.
عند الاشتباه بالإصابة بهذا المرض، يتم عادةً إجراء اختبار للمجال البصري كجزء من الفحوصات الدورية للعين أو بعدها، وذلك بهدف تقييم مدى التأثير على الرؤية المحيطية. وقد يتطلب الأمر إجراء اختبارات أكثر تخصصًا لتحديد تأثير المرض على الرؤية الليلية وقدرة العين على تمييز الألوان.

أعراض التهاب الشبكية الصباغي
غالبًا ما تبدأ أعراض المرض في الظهور منذ الطفولة المبكرة، حيث تتأثر كلا العينين بشكل متزامن. وتشمل الأعراض المبكرة ضعف الرؤية الليلية وضيق تدريجي في مجال الرؤية.
يُعد تغير تصبغ الشبكية مؤشرًا واضحًا على تدهور الخلايا الحساسة للضوء، مما يجعل الرؤية في الإضاءة المنخفضة شديدة الصعوبة. يبدأ المرض عادة بتدهور الخلايا المسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت (القضبان)، مما يؤدي إلى صعوبة متزايدة في الرؤية أثناء الليل. ومع تقدم المرض، تبقى فقط بقعة صغيرة من الرؤية المركزية مع قدر ضئيل جدًا من الرؤية المحيطية.
من الصعب التنبؤ بمدى فقدان البصر وسرعة تطوره لدى المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي. لذلك، يقوم الأطباء في عيادة الدكتور محمد العمرو بمتابعة صحة الشبكية عن كثب وإجراء الفحوصات اللازمة لتقييم القدرة على الرؤية.
الأسباب الوراثية لالتهاب الشبكية الصباغي
هذا المرض ليس حالة واحدة فقط، بل يمثل مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على وظيفة الخلايا الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين. وعلى الرغم من عدم وجود فهم كامل لأسبابه، إلا أن المرض مرتبط بما لا يقل عن 32 جينًا مختلفًا.
تتنوع الأنماط الوراثية لنقل المرض بين النمط السائد، حيث تكون احتمالية انتقاله من أحد الوالدين المصابين عالية، والنمط المتنحي الذي قد يستمر في العائلة لعدة أجيال قبل أن يظهر.
مدى انتشار المرض
في السعودية، يقدر أن التهاب الشبكية الصباغي يصيب حوالي شخص واحد من كل 4000 فرد. تختلف بداية ظهور الأعراض تبعًا لنمط الوراثة، حيث يظهر المرض في الأربعينيات عند النمط السائد، وفي العشرينيات عند النمط المتنحي.
التطورات العلاجية الحديثة
على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ حاليًا، إلا أن العديد من الأبحاث تُجرى لتطوير علاجات مبتكرة. ومن بين هذه التطورات:
- زراعة الشبكية: تقنية مثل نظام Argus II، الذي يتضمن كاميرا صغيرة مرتبطة بنظارات خاصة لتحفيز الخلايا السليمة في الشبكية ونقل إشارات بصرية إلى الدماغ.
- العلاج بالتحفيز الكهربائي: يهدف إلى تأخير تدهور الشبكية عبر تحفيزها بتيار كهربائي منخفض.
- العلاج الجيني والعلاجات المضادة للأكسدة: تهدف إلى إصلاح أو حماية الخلايا المتضررة في الشبكية.
التكيف مع المرض
في عيادة الدكتور محمد العمرو بالرياض، يتم تقديم خدمات العلاج الوظيفي وأجهزة ضعف البصر للمساعدة في التكيف مع التحديات اليومية. وتشمل هذه الأجهزة أدوات لتكبير الصور وتحسين الإضاءة، مما يساعد المصابين على الحفاظ على مستوى معين من الاستقلالية في حياتهم اليومية.
ملاحظة: لا يزال البحث جاريًا لتطوير حلول طويلة الأمد لتحسين حياة المرضى في السعودية والعالم.




