في البداية، يُعرَّف النزيف تحت الملتحمة بأنه تجمع دموي ظاهر يتمثل في بقعة حمراء ساطعة تظهر على الجزء الأبيض من العين، والذي يُعرف بالصلبة. تحدث هذه الحالة عندما ينفجر وعاء دموي صغير داخل الأنسجة الرقيقة والشفافة التي تُغطي الصلبة، وهي الملتحمة، مما يؤدي إلى تسرب الدم وتكوُّن بقعة مميزة. قد تقتصر هذه الحالة على بقعة صغيرة تظهر في منطقة محددة من بياض العين، أو قد تمتد لتغطي كامل مساحة الصلبة، مما يجعل العين تظهر بلون أحمر زاهي بشكل ملحوظ.
وعلى الرغم من أن ظهور مثل هذا النزيف قد يثير بعض القلق لدى المصاب، إلا أن الحالة في الغالب تُعتبر غير خطيرة ولا تستدعي العلاج الطبي الفوري، إذ يقوم الجسم بامتصاص الدم تدريجيًا وتزول البقعة في غضون فترة تتراوح عادةً بين أسبوع إلى أسبوعين دون أي تدخل علاجي خاص. ومن المهم التأكيد على عدم الخلط بين هذه الحالة وبين نزف الدم داخل العين؛ فبينما يُمثل النزيف تحت الملتحمة تراكم الدم في مقدمة العين دون التأثير على الرؤية، فإن وجود دم داخل العين خلف القرنية الشفافة يُعد حالة أكثر خطورة ويستلزم عناية طبية عاجلة من الدكتور محمد العمرو.
أعراض النزيف تحت الملتحمة
في معظم الحالات، لا يصاحب النزيف تحت الملتحمة أعراض ملحوظة يشعر بها المريض، إذ تعتبر البقعة الحمراء التي تظهر على بياض العين العلامة الوحيدة التي تُشير إلى حدوث الحالة.
من المهم التفريق بين العرض والعلامة: فالعرض هو الإحساس أو الحالة التي يشعر بها الشخص مثل الشعور بالضبابية في الرؤية، أما العلامة فهي المظهر الذي يمكن رؤيته سواءً من قبل المريض أو من قبل من ينظر إليه، ومثال ذلك ظهور العين بلون أحمر.
عادةً ما يكون العرض الوحيد هو الإحساس بحكة خفيفة على سطح العين، بينما تظل الرؤية واضحة دون أي تشويش أو ألم حاد يُذكر. قد تبدأ البقعة صغيرة ثم تتسع تدريجيًا خلال ساعات اليوم، وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن تنتشر لتغطي كامل الجزء الأبيض من العين.
الأسباب المحفزة للنزيف تحت الملتحمة
يمكن أن ينجم النزيف تحت الملتحمة عن مواقف بسيطة وغير متوقعة مثل نوبة من السعال أو العطس، حيث يؤدي الضغط المفاجئ إلى انفجار الأوعية الدموية الدقيقة. ومن بين الأسباب والعوامل الأخرى التي قد تسهم في حدوث هذه الحالة:
- صدمة مباشرة للعين: نتيجة إصابة أو حادث يؤدي إلى تأثير مفاجئ على العين.
- ارتفاع حاد في ضغط الدم: مثلما يحدث عند رفع أوزان ثقيلة أو التعرض لجهد بدني مفاجئ.
- الإجهاد أثناء حالات الإمساك أو القيء: إذ يمكن أن يسبب الإجهاد زيادة في الضغط داخل الأوعية الدموية.
- فرك العين بقوة: والذي قد يؤدي إلى تلف الشعيرات الدموية الدقيقة.
- الإجراءات الجراحية في مجال العيون: مثل جراحة الليزك أو عمليات إزالة الساد.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية: حيث قد تؤثر بعض العقاقير على قدرة الدم على التجلط.
ومن العوامل المساعدة أو عوامل الخطر التي قد تساهم في زيادة احتمالية حدوث النزيف تحت الملتحمة:
- الإصابة بمرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- التعرض المتكرر لنزلات البرد أو الحساسية التي تُحفز السعال والعطس.
- استخدام العدسات اللاصقة بشكل مفرط مما قد يزيد من احتمال احتكاك العين.
- تناول الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين.
- التقدم في العمر، خاصةً لمن تجاوزوا سن الخمسين.
- اضطرابات التخثر ونقص فيتامين ك.
وفي كثير من الأحيان، لا يُعرف السبب الدقيق وراء حدوث النزيف تحت الملتحمة، مما يجعله من الحالات العرضية التي قد تحدث دون سابق إنذار.
كيفية علاج نزيف تحت الملتحمة والوقاية
على الرغم من ظهور النزيف تحت الملتحمة بشكل مفاجئ، فإن العلاج عادةً ما يكون محدودًا حيث لا توجد طريقة علاجية محددة تستهدف الحالة نفسها. يُنصح في بعض الحالات باستخدام قطرات العين التي تعمل كدموع اصطناعية للمساعدة في الحفاظ على رطوبة سطح العين وتعزيز عملية الشفاء الطبيعي.
إذا كنت تتناول أدوية مثل الأسبرين أو غيرها من مميعات الدم، فمن الضروري الاستمرار في تناولها وفقًا لتعليمات الجرعة المُقرَّرة، ما لم يُوجه لك الدكتور محمد العمرو بتغيير ذلك.
طرق الوقاية والإجراءات الوقائية
يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتقليل احتمالية حدوث النزيف تحت الملتحمة، ومن أهم هذه الإجراءات:
- استخدام نظارات الحماية: ارتدِ نظارات السلامة أو النظارات الرياضية عند ممارسة الأنشطة التي قد تعرض عينيك للإصابة.
- تجنب فرك العين بقوة: ففي حال شعرت بحكة أو انزعاج في عينيك، يُفضل استشارة الدكتور محمد العمرو لتحديد السبب والحصول على العلاج المناسب بدلاً من اللجوء إلى الفرك الذي قد يُفاقم الحالة.
- العناية بالعدسات اللاصقة: احرص على تنظيف وتعقيم العدسات اللاصقة بانتظام واتباع تعليمات الاستخدام وعدم ارتدائها لفترات طويلة.
- المحافظة على نمط حياة صحي: من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، الحصول على قسط كافٍ من الراحة، واتباع نظام غذائي متوازن يساهم في تعزيز الصحة العامة.
- السيطرة على الحساسية: استشر الدكتور محمد العمرو للحصول على حلول فعّالة للتحكم في الحساسية التي قد تؤدي إلى سعال وعطس متكرر.
- المتابعة الدورية للحالات الصحية: راقب أي اضطرابات صحية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم من خلال الفحوصات الدورية والزيارات الروتينية للمراكز الطبية.
ختامًا، يجب التأكيد على أن النزيف تحت الملتحمة يُعد حالة غير مهددة للحياة وغالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه دون ترك أي آثار دائمة، إلا أنه في حال تكراره أو عدم اختفائه خلال الفترة المعتادة، يُنصح بمراجعة الدكتور محمد العمرو للحصول على تقييم دقيق وإجراء الفحوصات اللازمة لضمان سلامة العين والحفاظ على صحتها.




