قد تكون تقلبات الرؤية – عندما تتغير حدة الرؤية بشكل متكرر – ناتجة عن مجموعة من الحالات الصحية المؤقتة أو الأمراض التي قد تتطور بمرور الوقت.
عندما يعاني شخص ما من تغيرات في الرؤية، قد تحدث هذه التقلبات يوميًا أو أسبوعيًا أو حتى في فترات قصيرة مثل كل ساعة، ولكن لا يوجد نمط ثابت لمدة استمرار هذه التغيرات.
ما الذي يسبب تغيرات الرؤية؟
هناك العديد من الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى رؤية غير واضحة بشكل متقطع. بينما قد تختفي بعض هذه المشكلات مع مرور الوقت، فإن حالات أخرى قد تتطلب متابعة طبية أو علاجًا من قبل طبيب عيون مختص. من بين الأسباب الأكثر شيوعًا لهذه التقلبات:
- إجهاد العين
- جفاف العين
- عادات النوم السيئة
- السكري
- إعتام عدسة العين
- بعض الأدوية
إجهاد العين
ازداد استخدام الشاشات الرقمية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى ظهور مشكلة إجهاد العين الرقمي كأحد الآثار الجانبية الشائعة. عندما تنظر إلى الكلمات والصور على الشاشات الرقمية لفترة طويلة، قد يصبح من الصعب على عينيك التركيز، مما يتسبب في إجهاد العضلات الصغيرة داخل العين.
تعد الرؤية الضبابية المتقلبة من الشكاوى الشائعة بين الأشخاص الذين يستخدمون الشاشات لفترات طويلة طوال اليوم. قد تشعر أن وضوح الرؤية يأتي ويذهب طوال اليوم. لكن هذا التغير يكون مؤقتًا ويعود الوضع إلى طبيعته بعد فترة من الراحة من أمام الشاشة.
يمكنك استخدام قاعدة 20-20-20 كطريقة سهلة لتخفيف هذا الإجهاد. بحسب هذه القاعدة، يجب عليك كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، أن تنظر إلى شيء بعيد عنك بمقدار 20 قدمًا لمدة 20 ثانية على الأقل.
جفاف العين
إجهاد العين الرقمي قد يؤدي أيضًا إلى الإصابة بمتلازمة جفاف العين، وهو ما قد يكون سببه قلة إنتاج الدموع أو انسداد الغدد الدهنية في الجفن. نتيجة لذلك، قد تشعر أحيانًا أن الرؤية تصبح ضبابية. يكون الأشخاص أقل رمشًا عند استخدام الشاشات الرقمية، مما يعني أن ترطيب العين يصبح أقل.
عادات النوم السيئة
عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يسبب مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك تأثيرات سلبية على العين. الأرق قد يؤدي إلى زيادة التوتر، مما ينعكس على قدرتك على التركيز والراحة. أيضًا، قلة النوم تؤثر على كمية الدموع التي تنتجها العين، ما يؤدي إلى جفاف العين وبالتالي تغيرات في وضوح الرؤية.
بعض الأدوية
قد تؤثر بعض الأدوية على الرؤية وتسبب تقلبات مؤقتة في حدة البصر. إذا كنت تتناول أدوية معينة وتلاحظ تغييرات في الرؤية، فمن الأفضل استشارة طبيبك أو الصيدلي للتأكد من أن هذه التغيرات ليست نتيجة للدواء.
السكري
تتسبب تقلبات مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري – سواء كان ذلك بسبب ارتفاع السكر أو انخفاضه – في تأثيرات ملحوظة على الرؤية. عند ارتفاع السكر في الدم، يتم سحب الماء إلى عدسة العين، مما يؤدي إلى تشويه الرؤية وجعل الأشياء تظهر ضبابية. من جهة أخرى، يؤثر انخفاض السكر في الدم على طريقة إدراك الدماغ للرؤية بشكل غير مباشر.
إذا كنت مريضًا بالسكري، فإن تغيرات الرؤية يمكن أن تحدث إذا لم يتم التحكم في مستويات السكر بشكل جيد، وقد تتغير الرؤية بشكل مستمر مع ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر. من المهم استشارة الطبيب عند ملاحظة تغييرات في الرؤية.
حالات أخرى قد تؤدي إلى تقلبات الرؤية:
- جراحة الليزك: يمكن أن يحدث تقلب في الرؤية بعد الجراحة، ولكن في حال استمر الضباب أو تفاقم، يجب استشارة الجراح.
- الحمل: التغيرات الهرمونية أثناء الحمل قد تؤدي إلى تغير مؤقت في شكل قرنية العين، مما يسبب تشويشًا في الرؤية.
- الصداع النصفي: قد يتسبب الصداع النصفي في حساسية للضوء، وضبابية في الرؤية، وأحيانًا اضطرابات بصرية في عين واحدة فقط.
- الدوار: قد يسبب الدوار فقدانًا للتوازن وتقلبات بصرية خفيفة.
- التنكس البقعي: يؤدي هذا المرض إلى تدهور تدريجي للرؤية المركزية ويمكن أن يسبب عدم وضوح الرؤية بشكل متقطع.
- السكتة الدماغية: يمكن أن تتسبب السكتة الدماغية في تغيرات في الرؤية، ويجب طلب الرعاية الطبية فورًا إذا كانت هناك أعراض مشابهة.
متى يجب زيارة طبيب العيون؟
رغم أن تقلبات الرؤية قد لا تكون بالضرورة ضارة، فإنها قد تشير إلى وجود مشكلة صحية كامنة. إذا أصبحت هذه التقلبات أكثر تكرارًا أو بدأت تزداد سوءًا، فمن الأفضل تحديد موعد مع طبيب عيون. باستخدام أدوات متخصصة، يستطيع طبيب العيون فحص عينك للكشف عن أي أمراض قد تكون السبب وراء هذه التغيرات، وفي حال الحاجة، يمكن أن يحيلك إلى طبيب متخصص آخر.
