من المتوقع أن تُسجل حوالي 3000 حالة إصابة جديدة بسرطان العين في السعودية خلال عام واحد فقط، وهي نسبة نادرة مقارنة بأنواع السرطان الأخرى الأكثر انتشارًا. فعلى سبيل المثال، يعتبر سرطان الثدي هو الأكثر شيوعًا، حيث يُشخّص سنويًا حوالي 275 ألف حالة، يليه سرطان الرئة بحوالي 230 ألف حالة.
ومع ذلك، إذا كنت أنت أو أحد أحبائك مصابًا بسرطان العين، فإن ندرة الإصابة تصبح بلا معنى. فالسرطان يظل مرضًا مروعًا بسبب خطورته الكبيرة على حياة الإنسان، كما أن سرطان العين يشكّل تهديدًا مباشرًا للرؤية، أحد أغلى الحواس البشرية.
لذا، قد تتبادر إلى الذهن عدة أسئلة هامة:
- ما هو سرطان العين بالتحديد؟
- ما هي أكثر أنواعه شيوعًا؟
- ما هي الأعراض المحتملة للإصابة به؟
- وكيف يُعالج هذا المرض؟
سنعمل هنا على تقديم إجابات شاملة لهذه الأسئلة.

ما هو سرطان العين؟
بدايةً، علينا فهم طبيعة السرطان. الخلايا السليمة في الجسم لها دورة حياة منتظمة: تنشأ، تؤدي وظيفتها، ثم تموت لتحل مكانها خلايا جديدة. أما الخلايا السرطانية، فتفقد السيطرة على النمو الطبيعي وتتضاعف بلا توقف، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة السليمة المحيطة بها. وفي حال انتشارها دون علاج، قد تكون مميتة.
سرطان العين يشير إلى نمو غير طبيعي وغير مضبوط للخلايا في أجزاء العين المختلفة، مثل مقلة العين، الجفون، أو منطقة التجويف المحيط بها. ورغم أن هناك سرطانات أخرى قد تؤثر على الرؤية، مثل الأورام الدماغية التي تضغط على العصب البصري، إلا أننا سنركز هنا على السرطانات التي تصيب العين مباشرة.
وتنقسم سرطانات العين إلى نوعين رئيسيين:
- سرطان أولي: يبدأ نمو الخلايا السرطانية مباشرةً داخل أنسجة العين.
- سرطان ثانوي: ينتقل السرطان إلى العين من مناطق أخرى في الجسم.
قد يتساءل البعض: هل يؤدي سرطان العين إلى العمى؟ الإجابة تعتمد على نوع السرطان، شدته، وفعالية العلاج. يمكن أن يهدد السرطان الرؤية إذا أصاب خلايا العين التي تلعب دورًا أساسيًا في البصر.
أنواع سرطان العين
فيما يلي أشهر أنواع سرطانات العين التي تصيب مقلة العين أو الجفون أو محجر العين:
- الورم الميلانيني في العين
هذا النوع يُعتبر الأكثر شيوعًا بين البالغين، ويُعرف بأنه سرطان ينشأ من الخلايا التي تعطي اللون للعين. قد يكون الورم الميلانيني صعب الاكتشاف، حيث يمكن أن يتطور دون ظهور أي أعراض واضحة. لذا، فإن الفحص الدوري لدى الدكتور محمد العمرو في عيادته بمدينة الرياض يمكن أن يساعد في اكتشاف مثل هذه الحالات مبكرًا. - الورم اللمفاوي الأولي داخل العين
يُهاجم هذا السرطان خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الدفاع المناعي للجسم. غالبًا ما يظهر لدى كبار السن أو لدى المصابين بضعف في جهاز المناعة. - ورم الشبكية
هذا النوع نادر جدًا ويصيب الأطفال الصغار بشكل خاص. يُهاجم خلايا الشبكية، وهي المسؤولة عن التقاط الضوء وتحويله إلى إشارات بصرية للدماغ. - النقائل العينية
تنتشر هذه السرطانات إلى العين من أعضاء أخرى مثل الثدي أو الرئة، وتسبب مشكلات في المناطق الغنية بالأوعية الدموية مثل المشيمية. - سرطانات محجر العين والجفون
تُهاجم هذه الأنواع الأنسجة المحيطة بمقلة العين أو الجفون والغدد الدمعية.
أعراض سرطان العين
تشمل الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان العين:
- تغيرات في الرؤية، مثل ضبابية الرؤية أو فقدانها المفاجئ.
- ظهور عوامات أو ومضات ضوئية في مجال الرؤية.
- تغيرات في شكل الحدقة أو حجمها.
- بقع داكنة على القزحية أو تغيرات في مظهر العين.
- انتفاخ العين أو خروجها عن مكانها الطبيعي.
على الرغم من ندرة هذا النوع من السرطان، فإن ظهور أي من هذه الأعراض يستدعي زيارة عاجلة لعيادة الدكتور محمد العمرو في الرياض لتقييم الحالة وتشخيصها بشكل دقيق.
أهمية الفحوصات الدورية: بعض أنواع سرطان العين لا تظهر أي أعراض ملحوظة، وهو ما يجعل الفحص الدوري لدى أخصائي العيون أمرًا بالغ الأهمية. يمكن للدكتور محمد العمرو اكتشاف العلامات المبكرة للسرطان أو غيره من أمراض العين وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.
علاجات سرطان العين
تبدأ رحلة علاج سرطان العين بسلسلة من الفحوصات التشخيصية الدقيقة لتحديد أسباب الأعراض بدقة. تُستخدم في البداية أجهزة مثل منظار العين المحمول أو المصباح الشقي، حيث تتيح للطبيب فرصة فحص أعماق العين ورصد أي تشوهات أو أورام محتملة. وقد تتطلب الحالة اللجوء إلى تقنيات تصوير متقدمة مثل الأشعة السينية، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT)، التي تُظهر تفاصيل دقيقة لبنية العين. كما تُستخدم الموجات فوق الصوتية لارتدادها عن أنسجة العين، مما يساعد في اكتشاف الأورام أو التشوهات الداخلية.
إلى جانب ذلك، قد تُجرى فحوصات الدم، أو اختبارات وظائف الكبد، أو حتى الخزعات التي تُساعد الأطباء في تأكيد التشخيص وتحديد نوع السرطان ومدى انتشاره. إليك خيارات العلاج المتاحة:
1. الجراحة
في بعض الحالات، يلجأ الجراح إلى إزالة جزء من القزحية أو مناطق صغيرة أخرى من العين للتخلص من الورم. أما في الحالات الأكثر تقدمًا، قد يتطلب الأمر إجراء الاستئصال الكامل للعين، والذي يشمل إزالة العين المصابة بالكامل وإعادة بناء تجويف العين بعد ذلك. ومع ذلك، أصبح اللجوء إلى الجراحة أقل شيوعًا اليوم، مع تقدم العلاجات البديلة وفعاليتها.
2. العلاج الإشعاعي
يُستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير خلايا السرطان من خلال التعرض لأشعة عالية الطاقة. على الرغم من أن هذا العلاج يمكن أن يحافظ على بعض وظائف العين، إلا أنه قد يُسبب أضرارًا جانبية على البصر. ومن الخيارات الأكثر دقة العلاج بالبلاك، حيث يتم تثبيت قرص صغير من مادة مشعة على مقلة العين لاستهداف الخلايا السرطانية مباشرة. كما تُستخدم حزم البروتون أو تقنيات إشعاعية متقدمة لاستهداف مناطق محددة داخل العين.
3. العلاج بالليزر
يُعتبر الليزر خيارًا علاجيًا فعالًا لبعض حالات سرطان العين. يعتمد هذا العلاج على توجيه الحرارة والضوء تحت الأحمر لاستهداف وتدمير الخلايا السرطانية. يُستخدم الليزر غالبًا عندما تكون الجراحة أو العلاج الإشعاعي غير ممكنين، ولكنه قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية، مما يجعل الأطباء يستخدمونه بحذر.
4. العلاج الكيميائي
تُستخدم المواد الكيميائية التي تستهدف الخلايا السرطانية عبر مجرى الدم، مما يجعل هذا العلاج فعالًا ضد السرطانات التي انتشرت خارج منطقة العين. ومع ذلك، قد تظهر آثار جانبية شائعة مثل تساقط الشعر، الغثيان، وضعف الجهاز المناعي.
5. العلاج المناعي
تُعد العلاجات المناعية من الأساليب الحديثة والواعدة التي تعمل على تعزيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية. وعلى الرغم من نجاحها مع سرطانات مثل الورم الميلانيني الجلدي، إلا أن فعاليتها مع سرطان العين لا تزال قيد الدراسة، وبعض النتائج تُبشر بإمكانية تحقيق تقدم في هذا المجال.
أهمية التشخيص المبكر ومتابعة الطبيب
إذا ظهرت عليك أي أعراض مفاجئة مثل ضبابية الرؤية، العوامات، ومضات الضوء، أو تغيرات في حدقة العين، فمن الضروري زيارة عيادة الدكتور محمد العمرو في الرياض للحصول على التشخيص المناسب. كما أن الفحوصات الدورية تُعد أساسية للكشف المبكر عن أي تغيرات قد تشير إلى وجود السرطان، مما يُساعد في تحسين فرص العلاج الناجح والحفاظ على البصر ومنع انتشار المرض.
التواصل مع طبيبك المختص يُعد الخطوة الأهم لضمان صحة عينيك وسلامتها.




